هل هناك أي علاقة بين كلمة "أززورو" بالإيطالية، و كلمة "أزرق" بالعربية؟ .. في الحقيقة، كلمة azzurro هي اللون الأزرق بالإيطالية.
كنت يومها قد ادعيت أن الرياضيات مادة لا فائدة منها، فالأعداد هي الأعداد ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤ ، ٥ .. كلها أرقام مصفوفة إلى جوار بعضها، لم الاكتراث؟ .. هل بقي شيء من الإهتمام؟ ولم الإهتمام؟! .. ولم هذه الأرقام تغير أماكنها فتجعل منا التعيس والسعيد؟! .. ولم لا يكون هناك شيء يستحق مني الإهتمام أكثر، لقد خاصمت الأرقام.. أنا لا أحبها!
#ذكريات_المدرسة
نواصل الجزء الثاني
لمت نفسي! قسوت عليها فوق قسوة المعلم، جلدي لذاتي أرغمني على إخفاء وجهي، ماذا لو سخروا مني! ماذا لو سألني أحدهم قائلا "هل ذاكرت جيدا؟" .. كنت أعتقد أن ذلك جرم وذنب لا يغفر، كنت أخشى أن يستدعى والدي، لقد بدا لي في مخيلتي مخاطبا لي عندما سجلت في المدرسة، "يا بني، كن على قدر المسؤولية! رد الجميل لهذا المعلم الطيب الذي سجلك في المدرسة!" ماذا لو علم والدي أني خذلته كذلك! كنت أفكر في العودة لحماستي وارفع يدي وأمسح دمعي.. ولكن وطأة الإحباط ترغمني للبقاء منكسا رأسي!
ضربني على وجهي لطمة! .. ولملمت نفسي وجلست على الكرسي واخفضت رأسي على الطاولة وأنا أبكي! .. لقد صفعني الأستاذ "مبارك الدوسري" الذي أحبه! .. لقد خذلته!
كنت لا أسمعهم صوت بكائي فأنا خذلت ثقة المدرس، فلا يحق لي أن أعترض عليه بالنحيب! .. لقد خذلته!
كنت أشعر بالدمع في خدي، كان نهارا باردا.. كنت أشعر بحرارة في خدي .. وأبلله بالدمع كي يخف ألمي.. لقد خذلته!
وقفت على السبورة وأنا أخشى أن أخذله.. لقد قرأت كل المحاولات بشكل صحيح.. ولكن ماذا لو خذلته!
اقترب مني ورسم دااائرة كبيرة وكأنه يريد أن تتسع لأعينهم المندهشة من النابغة أمامهم!
كم الساعة يا أحمد !! .. 🕧 !
أنا: الساعة السادسة و ١٢ دقيقة يا أستاذ!
يا أحمد!!! ركززززز !!!
أنا (وكان ينظر لي نظرة غاضبة): الساعة الثانية عشر، و٦ دقائق!
قال الأستاذ "مبارك الدوسري" للطالبين، عودا وتابعوا الشرح للمرة الأخيرة! للجميع!! ركزوا!!"
بدأ في الشرح.. ثم قال، اخرجوا ورقا أبيض على الطاولة.. وراح يكتب على الورق بشكل يتفقد فيه الفهم دائرة وعقارب لكل طالب، وهمس في أذنه!! ثم اقترب مني، ورسم دائرة وعقارب، قال "كم الساعة أحمد؟" .. قرأتها! الثانية.. قرأتها! .. الثالثة.. قرأتها .. قال "أحسنت.. بابتسامة تملأ وجهه!" واستراح بعدها ذهني تماما! لقد نجوت!